يشهد المغرب باستمرار مبادرات مباركة تهدف إلى تقريب كتاب الله من مختلف الفئات والأعمار، وذلك من خلال توزيع نسخ المصحف المحمدي الشريف في المساجد والمدارس والمؤسسات الاجتماعية والثقافية. وتعمل مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على تطوير طبعات متنوعة تناسب احتياجات الجميع، من حيث الخط والحجم والتوضيح وحتى الترجمة للغات مختلفة، كي تصل الرسالة القرآنية إلى كل القلوب دون استثناء.
المبادرة لا تقتصر على داخل المغرب، بل تلامس الجاليات المغربية المقيمة بالخارج، حيث تخصص حملات لتوزيع المصاحف على المسافرين والمغتربين، وتشمل مصاحف مترجمة للفرنسية والإنجليزية والإسبانية. كما تحرص المؤسسة على مواكبة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة، بإصدار نسخ بطريقة برايل وطبعات خاصة بالأشخاص ضعاف البصر.
هذه الجهود المرتكزة على نشر المصحف الشريف تعكس رسالة المغرب في تعزيز الهوية الدينية، ودعم قيم الاعتدال، والتشجيع على حفظ القرآن الكريم وتلاوته بين الأجيال، بصيغ عصرية تجمع بين الأمانة النصية وروح العصر. إن هذا العمل المتواصل دعوة للجميع للارتباط بالكتاب الخالد، والتأمل في معانيه، ليبقى القرآن منارة للنفوس في كل زمان ومكان.