الأمر المولوي الشريف رقم: 1.09.199 بتخطيط المصحف المحمدي وتوزيعه على أوسع نطاق والمحرر بتطوان في 08 ربيع الأول 1431 (23 فبراير 2010) 
 
جَلالةُ مَلكِ المَغْرِب
المَمْلكَةِ المغربية
 

 
الحَمْدُ لله وَحْده، وَالصَّلاة وَالسَّلام على رسُول الله.
 
نَحْنُ عَبْد اللهِ المُعْتَمدُ عَلى اللهِ
 مُحمَّد السَّادِسِ أمِيرُ المُؤْمِنِينَ مَلِكُ المَغْرِب

 
 
 اقتداءً بالسنَّة الحسنة، وسيراً على النَّهج القويم، الذي دأب عليه أسلافُنا المُنعَّمون، في العناية الفائقة بكتاب الله العزيز، كتابةَ ورسماً وضبطاً، وحفظاً ونشراً، وعملاً على تقوية ارتباط كافَّة المسلمين من رعايانا وغيرهم بالقرآن الكريم وتعاليمه وآدابه، وحفاظاً على قراءته المثلى التي أخذ بها المغاربة، على مرِّ العُصور، وهي رواية ورش، أصدرنا أمرنا الشَّريف إلى وزيرنا في الأوقاف والشُّؤون الإسلامية، بالعمل على تخطيط القرآن العظيم في مصحف شريف، متميّز بهيأته، وطبعه ونشره، على أوسع نطاق، ليكون باكورة عمل مؤسَّسة محمَّد السادس لنشر المصحف الشّريف، التي أحدثناها للعناية بكتاب الله، تسجيلاً وطبعاً ونشراً وتوزيعاً.
كما أمرنا بأن يُعمل على توزيع هذا المصحف، على نطاق واسع، كاملاً أو مُجزًّءا، وأن ترسل منه نُسخ كافية إلى المساجد التي تطلبه في الدُّول التي تعتمد على رواية ورش، ولاسيما في الدُّول الإفريقيَّة.
وقد أطلقنا على هذه الطَّبعة اسم ’’ المصحف المحمدي‘‘، وهي طبعة متميّزة سهلة وميسَّرة على الرِّواية المعتمدة في مساجد مملكتنا الشّريفة، وهي رواية ورش عن الإمام نافع من طريق الأزرق رضي الله عنهم، راجين من المولى عزَّ وجلَّ أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، ونافعا لعامَّة المسلمين، وسَنداً لإِعلاء كلمة الدّين، وأن يجعله قربةً منا إِليه تعالى، على الوجه الذي يرضاه ويُرضيه.
ونسأل الله تعالى أن يتقبَّل إخراج هذا المصحف قبولاً حسناً بفضله، ويحسن جزاء من قام بإنجازه، وينفع القائمين بالقراءة فيه، النَّفع العميم، مصداقاً لقوله تعالى: ’’ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ‘‘، وأن يجعله مصدر نور، ومورد خير، ومنبع بركةٍ لبلدنا وللأمة الإسلاميَّة جمعاء.
كما نسأل العليَّ القدير أن يجعل تلاوته وختمه، آناء اللَّيل وأطراف النَّهار حصناً حصيناً وغنيمة من كل خير، لنا ولوليِّ عهدنا ولسائر أفراد أسرتنا الملكيَّة الشريفة، وأن يُمطر بجزائه شآبيب الرَّحمة والغفران على جدِّنا المنعَّم صاحب الجلالة الملك محمَّد الخامس، ووالدنا المكرم، صاحب الجلالة الملك مولانا الحسن الثَّاني، وأن يجعلهما في مقعد صدقٍ عند مليك مُقتدر، مع النَّبيئين والصِّديقين والشُّهداء والصَّالحين، وحسُن أولئك رفيقا.


وحرر بتطوان في 08 ربيع الأول 1431 (23 فبراير 2010)





المصحف_المحمدي_الشريف_اوقاف_المغرب