احتفت أمسية "ليلة القرآن"، مساء أمس الجمعة بالرباط، بتميز الصيغ المغربية في تلاوة الذكر الحكيم والتعريف بها.
وخلال هذا الحفل، الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صدحت حناجر قراء مغاربة وحفاظ للقرآن الكريم بتلاوات فردية وجماعية تبرز تميز الصيغ المغربية في تلاوة القرآن الكريم، لاسيما الصيغتان الفيلالية والحسانية التي تتميز كل منها بنغمة خاصة ولحن فريد.
وكان الحفل، الذي يعد احتفاء سنويا لإبراز إحدى صور تعلق المغاربة بالقرآن الكريم، مناسبة لاستعراض الصيغ المغربية في التلاوة، والتعريف بجملة منها، وعرض نماذج تلاوة كاملة لها من خلال عرض شريط وثائقي قصير بهذا الخصوص.
وبالإضافة إلى تميز دورة هذه السنة من الحفل بتخصيص حيز مهم للتلاوات القرآنية المتنوعة، فقد شكلت مناسبة كذلك لتكريم المواهب المتميزة في حفظ وتجويد القرآن الكريم والاعتراف بجهود مدرسيه وملقنيه.
وهكذا، تم تكريم كل من عبد الله عيش، المقرئ الجامع للقراءات العشر بالطريقة المغربية، والطفلة جويرية الشارف، وهي أصغر حافظة لكتاب الله، والطفل عبد الرحمن العبيدي، أصغر حافظ لكتاب الله، وكل من عبد النبي برحمانية والحسنية عابد؛ وهما حافظين لكتاب الله من ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما تم تكريم المحفظ محمد القاضي، الذي تخرج على يديه أزيد من 300 حافظ للقرآن الكريم، والمحفظة أم كلثوم اصطيلي، التي تخرجت على يدها 46 حافظة للقرآن الكريم، علاوة على تقديم جائزة أحسن برنامج إعلامي إذاعي للعناية بالقرآن الكريم، والتي آلت إلى الإعلامية حياة الصافي عن برنامج "أنس المجالس".
كما شهد الحفل تكريم فائزين في مسابقات دولية للقرآن الكريم لسنة 2023، ويتعلق الأمر بالقارئين حمزة صابو وعبد الصمد وراش.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن القصد من إحياء هذه الليلة القرآنية سنويا، هو "التوقف لحمد الله على أن هدى أهل المغرب إلى التعلق بالقرآن الكريم، وذلك اقتفاء بسلوك أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس".
واستعرض الوزير عددا من أوجه عناية المملكة المغربية بالقرآن وأهله، ومنها تعهد الكتاتيب القرآنية وتأهيلها، مبرزا أن عدد الكتاتيب القرآنية بلغ 12 ألفا و290 كتابا ؛ 68 في المائة منها توجد بالعالم القروي، كما أن 92 في المائة منها توجد بالمساجد، ويدرس في هذه الكتاتيب القرآنية ما يفوق 400 ألف تلميذ متمدرس، نصفهم من الإناث، ويشرف على تحفيظ القرآن الكريم لهم 14 ألفا و193 محفظا؛ 61 في المائة منهم من أئمة المساجد.
وأضاف أن من تجليات هذا الاهتمام، عمل الوزارة على تقويم المسار الدراسي الخاص بحفظة القرآن في إطار التعليم العتيق، في مختلف مراحله الدراسية، مؤكدا أن الغاية المثلى في الأفق هي أن يكون هذا التعليم فرصة كافية للحفظ الكامل لمن يدخله في السن العادية للتمدرس.
أما في ما يهم جامعة القرويين، يضيف الوزير، فإن أفق التطوير التربوي في العام المقبل؛ أمران، يتعلق الأمر باشتراط الحفظ الكامل في الولوج إلى دار الحديث الحسنية، وبإحداث الماستر والدكتوراه على مستوى معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية.
وأوضح السيد التوفيق، في ما يهم مجال نشر القرآن الكريم، أن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف وزعت هذه السنة 500 ألف نسخة من المصحف المحمدي الشريف، بمختلف جهات المملكة، كما زودت العديد من الهيئات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني بما تحتاجه من مصاحف بالاضافة إلى القنصليات والسفارات وعدد من الدول الافريقية.